الأحد، مارس 17، 2013
8:33 م

قصة سيدنا يوسف علية السلام


السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
من احب قصص الانبياء لدي قصة سيدنا يوسف عليه السلام,فبحثت عنها كثيراً و وجدت معلومات خاطئه يتداولها الناس,و اشياء لا يعرف عنها احد...
عائلته:
  1. أبوه: النبي يعقوب (ولقبه إسرائيل) عليه السلام.
  2. أمه: راحيل بنت لابان وقد توفيت وعمره خمس سنين فاعتنت به عمته فائقة بنت إسحق وخالته ليا بنت لابان.
  3. زوجته: تزوج من أسينات بنت كابوسيس وأنجب منها ابنته مانيسا وابنه إفرايم.
  4. أولاده: مانيسا البنت الكبرى ليوسف, وإفرايم ابنه الثاني.
  5. إخوته: ليوسف أحد عشر أخاً, وأختأً واحدة هي دينا. ويدعى هو وإخوته ببني إسرائيل وهم:
 النبي يوسف عليه السلام في الاسلام:
يوسف بن يعقوب هو نبي في الدين الإسلامي، وردت قصته في القرآن في سورة يوسف؛ ورد في السنة النبوية أن يوسف أوتي شطر الحسن[2].
حيث كان ليعقوب عليه السلام (ولقبه إسرائيل) اثنا عشر ولداً ذكراً (من بينهم يوسف) وابنة واحدة هي دينا. وهؤلاء الأبناء الاثنا عشر يدعون بني إسرائيل.
رأى يوسف يومًا في منامه، أحد عشر كوكبًا والشمس والقمر يسجدون له فلما استيقظ، ذهب إلى أبيه يعقوب في هذه الرؤيا. فعرف أن ابنه سيكون له شأن عظيم، فحذره من أن يخبر إخوته برؤياه، فيفسد الشيطان قلوبهم، ويجعلهم يحسدونه على ما آتاه الله من فضله، فلم يقص رؤيته على أحد. وكان يعقوب يحب يوسف حبًّا كبيرًا، ويعطف عليه ويداعبه، مما جعل إخوته يحسدونه، ويحقدون عليه، فاجتمعوا جميعا ليدبروا له مؤامرة تبعده عن أبيه.
فاقترح أحدهم أن يقتلوا يوسف أو يلقوه في أرض بعيدة، فيخلو لهم أبوهم، وبعد ذلك يتوبون إلى الله، ولكن واحدًا آخر منهم رفض قتل يوسف، واقترح عليهم أن يلقوه في بئر بعيدة، فيعثر عليه بعض السائرين في الطريق، ويأخذونه ويبيعونه. ولقيت هذه الفكرة استحسانًا وقبولاً، واستقر رأيهم على نفيه وإبعاده، وأخذوا يتشاورون في تدبير الحيلة التي يمكن من خلالها أخذ يوسف وتنفيذ ما اتفقوا عليه، ففكروا قليلا، ثم ذهبوا إلى أبيهم وقالوا له: (يا أبانا ما لك لا تأمنا على يوسف وإنا له لناصحون)[يوسف: 11]. فأجابهم يعقوب أنه لا يقدر على فراقه ساعة واحدة، وقال لهم: (أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون)[يوسف: 13] فقالوا: (لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون)[يوسف:14]. وفي الصباح، خرج الأبناء جميعًا ومعهم يوسف إلى الصحراء، ليرعوا أغنامهم، وما إن ابتعدوا به عن أبيهم حتى تهيأت لهم الفرصة لتنفيذ اتفاقهم، فساروا حتى وصلوا إلى البئر، وخلعوا ملابسه ثم ألقوه فيها، وشعر يوسف بالخوف، والفزع، لكن الله كان معه، حيث أوحى إليه ألا تخاف ولا تجزع فإنك ناج مما دبروا لك. وبعد أن نفذ إخوة يوسف مؤامرتهم، جلسوا يفكرون فيما سيقولون لأبيهم عندما يسألهم، فاتفقوا على أن يقولوا لأبيهم إن الذئب قد أكله، واخلعوا يوسف قميصه، وذبحوا شاة، ولطخوا بدمها قميص يوسف. وفي الليل، عادوا إلى أبيهم، ولما دخلوا عليه بكوا بشدة، فنظر يعقوب إليهم ولم يجد فيهم يوسف معهم، لكنهم أخبروه أنهم ذهبوا ليتسابقوا، وتركوا يوسف ليحرس متاعهم، فجاء الذئب وأكله، ثم أخرجوا قميصه ملطخًا بالدماء، ليكون دليلا لهم على صدقهم. فرأى يعقوب القميص سليمًا، حيث نسوا أن يمزقوه، فقال لهم: عجبًا لهذا الذئب كان رحيمًا بيوسف أكله دون أن يقطع ملابسه. ثم قال لهم مبينًا كذبهم: (بل سولت لكم أنفسكم أمرًا فصبرٌ جميل والله المستعان على ما تصفون)[يوسف: 18].
أما يوسف فكان لا يزال حبيسًا في البئر ينتظر الفرج والنجاة، وبينما هو كذلك، مرت عليه قافلة متجهة إلى مصر، فأرادوا أن يتزودوا من الماء، فأرسلوا أحدهم إلى البئر ليأتيهم بالماء، فلما ألقى دلوه تعلق به يوسف، فنظر في البئر فوجد غلامًا جميلاً يمسك به، فأخرجه فإذا بإخوة يوسف ينظرون فأتوا إليه وقالوا هذا عبد لنا آبق، فسكت يوسف خوفاً من إخوته فشروه بثمن بخس (لأنهم لم يكن المال هو مايريدون) فأخذوه معهم إلى مصر ليبيعوه. وكان عزيز مصر في هذا اليوم يتجول في السوق، ليشتري غلامًا له؛ لأنه لم يكن له أولاد، فوجد هؤلاء الناس يعرضون يوسف للبيع، فذهب إليهم، واشتراه منهم بعدة دراهم قليلة. ورجع عزيز مصر إلى زوجته، وهو سعيد بالطفل الذي اشتراه، وطلب من زوجته أن تكرم هذا الغلام، وتحسن معاملته، فربما نفعهما أو اتخذاه ولدًا لهما، وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض فأصبح محاطًا بعطف العزيز ورعايته.
ومرت السنون، وكبر يوسف، وأصبح شابًا قويًّا، رائع الحسن، وكانت امرأة العزيز تراقب يوسف يومًا بعد يوم، وازداد إعجابها به لحظة بعد أخرى، فبدأت تظهر له هذا الحب بطريق الإشارة والتعريض، لكن يوسف كان يعرض عنها، ويتغافل عن أفعالها، فأخذت المرأة تفكر كيف تغري يوسف بها. وذات يوم، انتهزت فرصة غياب زوجها عن القصر، فتعطرت وتزينت، ولبست أحسن الثياب، وغلقت الأبواب ودعت يوسف حتى أدخلته حجرتها، وطلبت منه أن يفعل معها الفاحشة. لكن يوسف بعفته وطهارته امتنع عما أرادت، ورد عليها ردًّا بليغًا حيث قال: (معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي إنه لا يفلح الظالمون) [يوسف: 23]. ثم أسرع يوسف ناحية الباب يريد الخروج من المكان، لكن امرأة العزيز لم تدع الفرصة تفوتها، فجرت خلفه، لتمنعه من الخروج، وأمسكت بقميصه فتمزق. وفجأة، حضر زوجها العزيز، وتأزم الموقف، وزاد الحرج، لكن امرأة العزيز تخلصت من حرج موقفها أمام زوجها، فاتهمت يوسف بالخيانة ومحاولة الاعتداء عليها، وقالت لزوجها: (ما جزاء من أراد بأهلك سوءًا إلا أن يسجن أو عذاب أليم)[يوسف: 25]. وأمام هذا الاتهام، كان على يوسف أن يدافع عن نفسه، فقال: (هي راودتني عن نفسي)[يوسف: 26]. فأنطق الله طفلا في المهد من أهل امرأة العزيز وقال ذلك الطفل: (إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين. وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين)[يوسف: 26-27]. وهنا تتجلى حكمة الله وقدرته والمعجزة العظيمة إذا لو كان الناطق رجلا قد يكون كاذبا فلا يصدق، ولكن حكمة الله جرت على أن ينطق طفل في المهد حتى تكون الحجة أقوى والبرهان في براءة نبي الله يوسف. وقد يكون ذلك الطفل موجود في نفس المكان الذي جرى فيه ما جرى من أمر امرأة العزيز ونبي الله يوسف إذ أن الله وصفه في كتابه بأنه شاهد في قوله : (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَا)- يوسف 26. فالتفت الزوج إلى امرأته، وقال لها: (إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم)سورة يوسف: 28]، ثم طلب العزيز من يوسف أن يهمل هذا الموضوع، ولا يتحدث به أمام أحد، ثم طلب من زوجته أن تستغفر من ذنبها وخطيئتها.
واتفق الجميع على أن يظل هذا الفعل سرًّا لا يعرفه أحد، ومع ذلك فقد شاع خبر مراودة امرأة العزيز ليوسف، وطلبها للفاحشة، وانتشر في القصر وتحدث نساء المدينة بما فعلته امرأة العزيز مع فتاها، وعلمت امرأة العزيز بما قالته النسوة عنها، فغضبت غضبًا شديدًا، وأرادت أن تظهر لهن عذرها، وأن جمال يوسف وحسن صورته هما اللذان جعلاها تفعل ذلك، فأرسلت إليهن، وهيأت لهن مقاعد مريحة، وأعطت كل واحدة منهن سكينا، ثم قالت ليوسف: اخرج عليهن. فخرج يوسف متمثلاً لأمر سيدته، فلما رآه النسوة انبهرن بجماله وحسنه، وقطعن أيديهن دون أن يشعرن بذلك، وظن جميع النسوة أن الغلام ما هو إلا ملك، ولا يمكن أن يكون بشرًا. فقالت امرأة العزيز: (فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين)[يوسف: 32]. واقتنع النساء بما تفعله امرأة العزيز مع يوسف، فلما رأى ذلك منهن قال: (قال رب السجن أحب إليَّ مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين)[يوسف: 33]. وكادت تحدث فتنة في المدينة بسبب عشق النساء ليوسف، فرأى القائمون على الأمر أن يسجن يوسف إلى حين، فسجنوه، وظل يوسف في السجن فترة، ودخل معه السجن فتيان أحدهما خباز والآخر ساقي، ورأيا من أخلاق يوسف وأدبه وعبادته لربه ما جعلهما يعجبان به، فأقبلا عليه ذات يوم يقصان عليه ما رأيا في نومهما، (قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين)[يوسف: 36] ففسر لهما يوسف رؤياهما، بأن أحدهما سيخرج من السجن، ويرجع إلى عمله كساق للملك، وأما الآخر وهو خباز الملك فسوف يصلب، وتأكل الطير من رأسه. وقبل أن يخرج ساقي الملك من السجن طلب من يوسف أن يذكر أمره عند الملك، ويخبره أن في السجن بريئًا حبس ظلمًا، حتى يعفو عنه، ويخرج من السجن، ولكن الساقي نسى، فظل يوسف في السجن بضع سنين، وبمرور فترة من الزمن تحقق ما فسره لهما يوسف. وفي يوم من الأيام، نام الملك فرأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلهن سبع نحيفات، وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات، فقام من نومه خائفا مفزوعًا مما رآه، فجمع رجاله وعلماء دولته، وقص عليهم ما رآه، وطلب منهم تفسيره، فأعجزهم ذلك، وأرادوا صرف الملك عنه حتى لا ينشغل به، فقالوا: (أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين)[يوسف: 44]. لكن هذه الرؤيا ظلت تلاحق الملك وتفزعه أثناء نومه، فانشغل الملك بها، وأصر على معرفة تفسيرها، وهنا تذكر الساقي أمر يوسف، وطلب أن يذهب إلى السجن ليقابل يوسف، وهناك طلب منه أن يفسر رؤيا الملك، ففسر يوسف البقرات السمان والسنبلات الخضر بسبع سنين يكثر فيها الخير وينجو الناس فيه من الهلاك. ولم يكتف يوسف بتفسير الحلم، وإنما قدم لهم الحل السليم. وما يجب عليهم فعله تجاه هذه الأزمة، وهو أن يدخروا في سنوات الخير ما ينفعهم في سنوات القحط والحاجة من الحبوب بشرط أن يتركوها في سنابلها، حتى يأتي الله بالفرج. ولما عرف الساقي تفسير الرؤيا، رجع إلى الملك ليخبره بما قاله له يوسف. ففرح الملك فرحًا شديدًا، وراح يسأل عن ذلك الذي فسر رؤياه، فقال الساقي: يوسف. فقال الملك على الفور: ائتوني به. فذهب رسول الملك إلى يوسف وقال له: أجب الملك، فإنه يريد أن يراك، ولكن يوسف رفض أن يذهب إلى الملك قبل أن تظهر براءته، ويعرف الملك ما حدث له من نساء المدينة. فأرسل الملك في طلب امرأة العزيز وباقي النسوة، وسألهن عن الأمر، فقلن معترفات بذنوبهن مقرَّات بخطئهن، ومعلنات عن توبتهن إلى الله: ما رأينا منه سوءًا، وأظهرت امرأة العزيز براءة يوسف أمام الناس جميعًا. عندئذ أصدر الملك قراره بتبرئة يوسف مما اتهم به، وأمر بإخراجه من السجن وتكريمه، وتقريبه إليه. ثم خيره أن يأخذ من المناصب ما شاء فقال يوسف: (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)[يوسف: 55]. فوافق الملك على أن يتقلد يوسف هذا المنصب لأمانته وعلمه. وتحققت رؤيا الملك، وانتهت سنوات الرخاء، وبدأت سنوات المجاعة، وجاء الناس من كل مكان في مصر والبلاد المجاورة ليأخذوا حاجتهم من خزائن الملك. وفي يوم من الأيام، وأثناء توزيع الحبوب على الناس إذا بيوسف أمام رجال يعرفهم بلغتهم وأشكالهم وأسمائهم، وكانت مفاجأة لم يتوقعوها، إنهم إخوته، أبناء أبيه يعقوب، الذي ألقوه في البئر وهو صغير، لقد جاءوا محتاجين إلى الطعام، ووقفوا أمامه دون أن يعرفوه، فقد تغيرت ملامحه بعدما كبر، فأحسن يوسف إليهم، وأنسوا هم به، وأخبروه أن لهم أخا أصغر من أبيهم لم يحضر معهم، لأن أباه يحبه ولا يطيق فراقه. فلما جهزهم يوسف بحاجات الرحلة، وقضى حاجتهم، وأعطاهم ما يريدون من الطعام، قال لهم: (ائتوني بأخ لكم من أبيكم ألا ترون أني أوفي الكيل وأنا خير المنزلين. فإن لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون).[يوسف: 59-60]. فأظهروا أن الأمر ليس ميسورا وسوف يمانع، ليستبدلوا بها القمح والعلف في رحالهم بدلا من القمح فيضطروا إلى العودة إليه بأخيهم. وعاد إخوة يوسف إلى أبيهم، وقالوا: (يا أبانا منع منا الكيل فأرسل معنا أخانا نكتل وإنا له لحافظون)[يوسف: 63]، فرفض يعقوب. وذهب الإخوة إلى بضاعتهم ليخرجوها ففوجئوا ببضاعتهم الأولى التي دفعوها ثمنا، ولم يجدوا قمحا، فأخبروا والدهم أن بضاعتهم قد ردت إليهم، ثم أخذوا يحرجون أباهم بالتلويح له بمصلحة أهلهم في الحصول على الطعام، ويؤكدون له عزمهم على حفظ أخيهم، ويرغبونه بزيادة الكيل لأخيهم، فقد كان يوسف يعطي لكل فرد حمل بعير. فقال لهم أبوهم: (لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من الله لتأتنني به إلا أن يحاط بكم فلما آتوه موثقهم قال الله على ما نقول وكيل)[يوسف: 66]، ولم ينس أن يوصيهم في هذا الموقف وينصحهم، فقال لهم: (يا بني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون)[يوسف: 67]. وسافر الإخوة إلى مصر، ودخلوها من حيث أمرهم أبوهم، ولما وقفوا أمام يوسف، دعا أخاه الصغير، وقربه إليه، واختلى به، وأخبره أنه يوسف أخوه. ثم وزن البضاعة لإخوته، فلما استعدوا للرحيل والعودة إلى بلادهم، إذا بيوسف يريد أن يستبقي أخاه بجانبه، فأمر فتيانه بوضع السقاية (إناء كان يكيل به) في رحل أخيه الصغير، وعندما بدأت القافلة في الرحيل إذا بمناد ينادي ويشير إليهم: (إنكم لسارقون) [يوسف: 70]. فأقبل الإخوة يتساءلون عن الذي فقد، فأخبره المنادي أنه فقد مكيال الملك، وقد جعل لمن يأتي به مكافأة قدرها حمل بعير. وهنا لم يتحمل إخوة يوسف ذلك الاتهام، فدخلوا في حوار ساخن مع يوسف ومن معه، فهم ليسوا سارقين وأقسموا على ذلك. فقال الحراس: (قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَإذِبِينَ)[يوسف: 74]. هنا ينكشف التدبير الذي ألهمه الله يوسف، فقد كان الحكم السائد في شريعة بني إسرائيل أن السارق يكون عبدًا للمسروق منه، ولما كان يوسف يعلم أن هذا هو جزاء السارق في شريعة بني إسرائيل، فقد قبل أن يحتكم إلى شريعتهم دون شريعة المصريين، ووافق إخوته على ذلك لثقتهم في أنفسهم. فأصدر يوسف الأوامر لعماله بتفتيش أوعية إخوته. فلم يجدوا شيئا، ثم فتشوا وعاء أخيه، فوجدوا فيه إناء الكيل. وتذكر إخوة يوسف ما وعدوا به أباهم من عودة أخيهم الصغير إليه، فقالوا: (يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين)[يوسف: 78]. فقال يوسف: (معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذًا لظالمون) [يوسف:79]. وهكذا مكن الله ليوسف أن يحتفظ بأخيه، أما الإخوة فقد احتاروا وجلسوا يفكرون فيما سيقولونه لأبيهم عندما يعودون، فقرر كبيرهم ألا يبرح مصر، وألا يواجه أباه إلا أن يأذن له أبوه، أو يقضي الله له بحكم، وطلب منهم أن يرجعوا إلى أبيهم، ويخبروه صراحة بأن ابنه سرق، فأخذ بما سرق، وإن شك في ذلك؛ فليسأل القافلة التي كانوا معها أو أهل المدينة التي كانوا فيها. فعادوا إلى أبيهم وحكوا له ما حدث، إلا أن أباهم لم يصدقهم، وقال: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)[يوسف: 83]، ثم تركهم، وأخذ يبكي على يوسف وأخيه، حتى فقد بصره، فاغتاظ أبناءه وقالوا: (تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضًا أو تكون من الهالكين)[يوسف: 85]. فرد يعقوب عليهم أنه يشكو أمره لله، وليس لأحد من خلقه، وطلب منهم أن يذهبوا ليبحثوا عن يوسف وأخيه، فهو يشعر بقلب المؤمن أن يوسف ما زال حيًّا، والمؤمن لا ييأس من رحمة الله أبدًا. وتوجه الأبناء إلى مصر للمرة الثالثة يبحثون عن أخيهم، ويلتمسون بعض الطعام، وليس معهم إلا بضاعة رديئة.
ولما وصلوا دخلوا على يوسف، فقالوا له: (يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن الله يحب المتصدقين)[يوسف: 88]. ففاجأهم يوسف بهذا السؤال: (هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون) [يوسف:89]، فتنبهوا إلى رنين هذا الصوت، وإلا هذه الملامح التي ربما يعرفونها، فقالوا: (أئنك لأنت يوسف) [يوسف: 90]. فأخبرهم يوسف بحقيقته، وبفضل الله عليه. فاعتذر له إخوته، وأقروا بخطئهم، فعفا يوسف عنهم، وسأل الله لهم المغفرة. ثم سألهم يوسف عن أبيه، فعلم منهم أنه قد فقد بصره بسبب حزنه عليه، فقال لهم: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرًا وأتوني بأهلكم أجمعين)[يوسف: 93]. فأخذوا القميص وخرجوا من مصر متوجهين إلى فلسطين وقبل أن تصل العير قال يعقوب لمن حوله: (إني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون)[يوسف: 94]، فقالوا له: تالله إنك لفي ضلالك القديم)[يوسف: 95] وبعد أيام عادة إخوة يوسف إلى أبيهم، وبشروه بحياة يوسف وسلامة أخيه، ثم أخرجوا قميص يوسف، ووضعوه على وجه يعقوب، فارتد إليه بصره. وطلب إخوة يوسف من أبيهم أن يستغفر لهم، فوعدهم يعقوب بأنه سيستغفر لهم الله وقت السحر؛ لأن هذا أدعى إليه استجابة الدعاء. وغادر بنو إسرائيل أرضهم متوجهين إلى مصر، فلما دخلوها، استقبلهم يوسف بترحاب كبير، وأكرم أبويه، فأجلسهما على كرسيه، وهنا لم يتمالك يعقوب وامرأته وبنوه الأحد عشر أنفسهم حتى انحنوا تحية ليوسف وإكبار لوفائه، وتقديرا لعفوه وفضله، وتذكر يوسف رؤياه القديمة التي رآها وهو صغير، فالأحد عشر كوكبًا بعدد إخوته، والشمس والقمر هنا أبواه، فقال: (يا أبت هذا تأويل رُءياي من قبل قد جعلها ربي حقًّا وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)[يوسف: 100]. ثم توجه يوسف إلى الله يشكره على نعمه، فقال: (رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلمًا وألحقني بالصالحين) [يوسف: 101]. وقد سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أكرم الناس. فقال: "أتقاهم". فقالوا: ليس عن هذا نسألك. فقال: "فيوسف نبي الله ابن يعقوب نبي الله ابن اسحاق نبي الله ابن إبراهيم خليل الله" [متفق عليه].

من هو عزيز مصر بوتيفار الذي اتي سيدنا يوسف في زمنه؟؟؟

  • بوتيفار أو قوطفير أو قوطيفار:
بوتيفار بن روحيب: هو عزيز مصر أثناء فترة قدوم النبي يوسف عليه السلام. وزوجته تدعى راعيل بنت رماييل ولقبها زوليخة.
كان بوتيفار عزيزاً لمصر أثناء فترة حكم الملك أمنحوتب الثالث (الذي يعد من أعظم الملوك الذين حكموا مصر عبر التاريخ), وكذلك أثناء فترة حكم ابنه الملك أمنحوتب الرابع (أخناتون). ومنصب العزيز هو بمثابة منصب رئيس الوزراء وقائد الجيش في أيامنا هذه. ويذكر أن بوتيفار كان مخلصاً في عمله وموضع ثقة الملك التامة.[1]
هذا وقد توفي بوتيفار أثناء فترة حكم أمنحوتب الرابع (أخناتون) فتولى بعده هذا المنصب النبي يوسف عليه السلام (بعد خروجه من السجن).
يروى أن بوتيفار هو من اشترى نبي الله يوسف عليه السلام وأدخله إلى بلاطه وهو طفل ولم يعامله معاملة العبيد بل أوصى زوجته زوليخة بالإحسان إليه لما وجد فيه من الفطنة والذكاء والرأي الثاقب فقال لها: {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا}.[2]
ترعرع يوسف عليه السلام في بلاط العزيز بوتيفار مدة أحد عشر عاماً إلى أن اشتد عوده وصار شاباً حسن الوجه حلو الكلام, شجاعاً قوياً, وذا علم ومعرفة. وكان لا يمضي يوم إلا ويزداد شغف زوليخة (زوجة بوتيفار) بيوسف إلى أن راودته عن نفسه ظانـّةً منه أنه سيطيعها في معصية الله سبحانه وتعالى. إلا أن يوسف نبي ومن المخلصين: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلـَصين}.[3] فأبى أن يرتكب الخطيئة وهرب خارجاً لكنهما وجدا بوتيفار عند الباب. وعندما رأى بوتيفار أن قميص يوسف قد قـُدَّ من دُبـُرٍ أيقن أن زوجته زليخة هي الخائنة وهي من راودت يوسف عن نفسه فقال كلمته الشهيرة: {إنه من كـَيدِكـُنّ إنّ كـَيدَكـُنّ عظيم}.[4]
ثم قامت زليخة بعد ذلك بالعمل على سجن يوسف حتى ينصاع لرغبتها ويطيعها. لكنها فقدت ثقة زوجها بوتيفار بعد أن انفضح أمرها. ولبث يوسف عليه السلام في السجن عشر سنين.
ندم بوتيفار على سجن يوسف وحزن من خيانة زوجته له فاعتلت صحته, ثم توفي بعد خروج يوسف عليه السلام من السجن بقليل، فصار يوسف عليه السلام عزيزاً لمصر خلفاً لبوتيفار، وقام يوسف عليه السلام بالعمل على إنقاذ مصر من المجاعة والقحط كما قام بهداية الناس لعبادة الله الواحد وترك عبادة الأوثان والإله أمون إلى أن أصبح دين التوحيد هو الدين الرسمي للدولة.


خبر هام عن اكتشاف اثار من زمن سيدنا يوسف{تم نشره في جريدة الاهرام سبتمبر2009}
كشف أثري غير مسبوق في مخازن المتحف المصري‏:
العملات النقدية‏..‏ اختراع فرعوني‏!‏
اكتشاف آلاف العملات عليها صورة واسم النبي يوسف‏!‏
المؤرخون اعتقدوا أن القطع المكتشفة
مجرد تعاويذ وتمائم وحلي للزينة‏!‏
آيات القرآن قادت فريق البحث المصري للاكتشاف المذهل.

كل شئ عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام
في اكتشاف أثري هو الأول من نوعه اكتشف عدد من الباحثين وعلماء الآثار المصريين كنزا من العملات النقدية التي تعود إلي عصور بعض الأسر الفرعونية‏,‏ وأهمية هذا الاكتشاف أنه ينفي بالدليل العلمي القاطع مزاعم بعض المؤرخين الذين ادعوا أن قدماء المصريين لم يعرفوا العملات النقدية وأنهم كانوا يتعاملون في البيع والشراء بنظام المقايضة أو مبادلة سلعة بأخري‏.‏

الطريف أن الاكتشاف توصلت إليه مجموعة بحثية خلال فحصها لآلاف القطع الأثرية الصغيرة الموجودة في مخازن المتحف المصري والتي كان الأثريون يعتقدون أنها مجرد تمائم أو تعاويذ‏,‏ فقد تبين من الفحص الدقيق أنها عملات نقدية مدون عليها تاريخ سكها وقيمتها او الحكام الفراعنة الذين صدرت في عهودهم‏,‏ وبعضها يرجع إلي الفترة التي عاش خلالها سيدنا يوسف بمصر وبعضها يحمل صورته واسمه‏!‏ وكان الاعتقاد الخاطئ آنذاك أنه كانت تتم مقايضة القمح المصري بسلع أخري‏,‏ لكن المفاجأة هي أن آيات القرآن الكريم تشير بوضوحإلي أنه في عهد يوسف كانت مصر تتعامل بالنقود‏.‏

حكاية هذا الكشف يرويها رئيس المجموعة البحثية الدكتور سعيد محمد ثابت رائد جمعية محبي الآثار والذي قال إنه في أثناء بحثه حول آثار النبي يوسف عليه السلام عثر علي تمائم كثيرة في مخازن هيئة الآثار بالمتحف المصري ودلت علي أزمان مختلفة قبل وبعد الوزير يوسف ومنها عملة تحمل صورته باعتباره وزير الملك وهو القائم وقتها علي الخزائن المصرية أو في وظيفة وزير المالية في زمننا‏,‏ فكان الشائع بين الباحثين وعلماء الآثار أنه لم يتم تداول عملات في تلك الحقبة ولم تكن فكرتها موجودة من الأساس وحتي الحقب المتأخرة من التاريخ المصري القديم‏,‏ وكان المعتقد أن المعاملات التجارية كانت تتم بطريقة المبادلة أو المقايضة‏,‏ فتكون مثلا بكمية من القمح في مقابل كمية مساوية من التمر أو الفاكهة أو غيرها‏.‏

المعلومة الأخيرة
وأضاف الباحث أن ما يؤيد هذا التوجه بالاعتماد علي المبادلة هو عدم اكتشاف عملات أثرية في مقابر المصريين القدماء أو ضمن الأثاث الجنائزي الذين يحتفظون به في المقتنيات الخاصة بمقبرة المدفون لما بعد عودة الحياة له‏.‏

وأضاف الدكتور سعيد ثابت أنه بدأ بحثه من خلال المعلومة الأخيرة التي دونها معظم علماء الآثار‏,‏ فقام بفحص الكثير من تلك الأثاثات الجنائزية لدي كثير من الفراعين وضمن مقتنياتهم الخاصة والتي تكون ذات قيمة أثرية أو عقائدية أو تفاؤلية يحب الانسان أن يحتفظ بها منها قطع نقدية من عزيز عليه أو تفاؤلا بها أو استخدمت كتميمة أو تعويذة أو ربما للزينة خاصة المصنوع منها من الذهب أو الفضة‏,‏ وبالفعل كشفت المدونات وهي بسيطة بالطبع أنها عملات مصرية قديمة لما فيها من بيانات تظهر قيمتها المادية ولاحتوائها علي صورة ملكية في الغالب‏.‏

ودعا ذلك المجموعة البحثية للعودة إلي نصوص القرآن الكريم‏,‏ لتأكيد هذا المعني بوجود آيات تنص علي وجود عملات مصرية قديمة تداولها المصري القديم وكانت تعرف بالدينار كما في الآية‏(‏ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزهدين‏)‏ وكما ورد في دعاء موسي عليه السلام‏(‏ ربنا اطمس علي أموالهم وأشدد علي قلوبهم‏),‏ وهذا ما يؤكد وجود العملة والأموال الدالة عليها في هذه العصور‏,‏ وكذلك في سورة القصص حينما قال قارون عن ماله‏حزينة‏ إنما أوتيته علي علم عندي‏)‏ إضافة إلي احتواء الآية علي كلمة خزائن مما يفيد بوجود العملات التي كانت تخزن بها‏.‏

وقال الباحث‏:‏ إن أبحاثه اعتمدت علي ما ورد في الأسرة الفرعونية الثالثة والتي ورد في بعض نصوصها ما يفيد بأن العملة المصرية القديمة في وقتها كانت تسمي الدبن وكانت قيمتها تعادل ربع جرام ذهب‏,‏ وورد اسم هذه العملة في رسالة لرجل يسمي تحوت ــ نخت وكان رسول الملك للتفتيش علي الجسور المقامة علي نهر النيل‏,‏ خاصة في أيام الفيضان وكان يرسل برسائل لابنه يطلب منه استئجار قطعة أرض ودفع إيجارها المطلوب في صورة عملات من الدبن وبعض نتاج الزراعة من المحاصيل‏,‏ كما ورد اسم هذه العملة في مدونات أخري في عصر الأسرات الثالثة والسادسة والثانية عشرة بمسمي الشاتي أو السات وهي تقابل في القيمة عملة الدبن‏,‏ كما أن هناك رسما للسوق المصرية القديمة‏,‏ يوضح طريقة البيع والتعامل التجاري من خلال التبادل أو المقايضة‏,‏ ولكن يري أحد الباعة يطلب من المشتري ثمن البضاعة بالدبن وهي العملة التي كانت متداولة في زمانه ويوضح أحدهم يمد يده ليأخذ العملة‏.‏

تمائم وتعاويذ
وكشفت بحوث المجموعة البحثية برئاسة د‏.‏ سعيد ثابت أيضا أن العملة النقدية التي ظن غالبية رجال الآثار وعلمائها أنها نوع خاص من التمائم أو التعاويذ‏,‏ وظن آخرون أنها بعض من الحلي وقطع الزينة هي في الحقيقة عملات نقدية استنادا لعدة أسباب علي رأسها شيوع انتشار هذه العملات بين قطع الآثار المختلفة‏,‏ واتخاذها للشكل الدائري أو البيضاوي وتميزها بسطحين أو وجهين أحدهما مكتوب ويصرف بسطح الكتابة‏,‏ والآخر مرسوم ويعرف بالسطح المصور‏,‏ وهو معروف عن القطع النقدية أو العملات المتداولة بيننا الآن‏,‏ كما استند الكشف الأثري إلي احتواء السطح المكتوب علي اسم مصر وتاريخ حقبة زمنية وقيمة مادية‏,‏ ويحتوي السطح المصور علي اسم وصورة أحد الملوك أو أحد الآلهة القديمة المصرية‏,‏ أو أموز خاصة بأي من هذين الرسمين‏.‏ وكذلك هناك دليل آخر يتضح في اختلاف أحجام هذه العملات والمواد المصنوعة منها والتي تشمل العاج وبعض الأحجار الخاصة الكريمة والنحاس والفضة والذهب وغيرها‏.‏

وأشار الباحث أيضا إلي أن تلك العملات خاصة المصنوعة من المعادن النفيسة أو الأحجار الكريمة مثل قطع الزينة أو حلي النساء كانت تتميز بوجود وثقوب حتي يمكن تعليقها علي الرقاب أو الصدور‏,‏ واستعمل بعضها الآخر الذي احتوي علي صور الآلهة ونصوص لبعض الأدعية والتوسلات كمقتنيات توضع داخل لفائف المومياوات أو علي موقع القلب‏,‏ في الوقت الذي تم فيه تشكيل القطع النقدية علي شكل أو هيئة حشرة الجعران‏,‏ ومما أتاح سهولة هذه الملاحظة تم الاكتشاف الأول من نوعه‏,‏ وجود نحو‏500‏ قطعة منها بالمتحف المصري أطلقوا عليها تمائم وتعاويذ تم وضعها في المخزن في أدراج مغلقة وغير آمنة‏.‏

وتعرف الباحث علي أزمنة كثير من هذه العملات النقدية‏,‏ خاصة تلك التي تحمل رموزا خاصة بزمن نبي الله يوسف عليه السلام‏,‏ ومنها قطعة نقدية وحيدة تحمل مدونات كتابية وصورة رمزية لبقرة ترمز إلي منام الملك الذي حلم بسبع بقرات سمان وسبع عجاف‏.‏ وسبع سنبلات خضر وأخري يابسات‏,‏ وكشف عن أن المدونات الكتابية في تلك الفترة المبكرة تميزت بالبساطة‏,‏ وذلك لأن التدوين كان في بداياته‏,‏ مما جعل هناك صعوبة في ترجمة المدون علي تلك العملات‏,‏ ولكن مجموعة البحث توصلت إلي تلك الترجمة بمقارنتها بالنصوص الهيروغليفية الحديثة والمعروفة والأكثر قدما منها‏,‏ فقد تم التدوين باستعمال مجموعة رمزية للملك‏,‏ وهي عبارة عن الكأس الملكية المعروفة بالسقاية أو الصواع الذي كان يرمز دوما للملك‏.‏

رأس توت
وأن أكثر الأدلة علي صحة هذا الرمز وما يعنيه هو تمثال رأس توت عنخ آمون الذي صور فوق السقاية الملكية والموجودة حاليا بالمتحف المصري‏,‏ إضافة إلي أنه يرمز إلي مصر بقطريها الشمالي والجنوبي علي هيئة رمزين علي جانبي السقاية بأعلي قاعدة تلك العملة النقدية‏,‏ ويحتوي كل رمز منهما علي دائرة تمثل القطر أو مجموعة المدن المكونة لكل قطر‏,‏ ورسم تكميلي لتأكيد وحدة تلك المدن داخل هذا القطر‏,‏ وداخل مصر بصفة عامة‏,‏ ثم يأتي بعد ذلك مدون اسم يوسف عليه السلام علي تلك العملة بمسماه الأصلي‏(‏ يوسف‏)‏ ومسماه المصري الذي منحه له ملك مصر عند توليه أمر الخزانة المصرية وهو‏حزينة‏ سابا ــ سبني‏)‏ واستعملت الحروف الهيروغليفية المشبكة أو المتصلة عند تدوين هذين الاسمين‏,‏ فيقرأ الجزء الأول من كلمة يوسف علي اليسار‏,‏ حيث يري حرف الياء والسين مشبكين من أعلي إلي أسفل‏,‏ وحرف الفاء الذي يرمز له بالثعبان علي الجهة اليمني‏,‏ ويقرأ في الوقت نفسه‏(‏ سفيني أو سبني‏)‏ من أسفل لأعلي ومن اليسار أيضا‏,‏ حيث السين والياء أو الألف ثم الغاء والنون علي اليمين‏,‏ والفاء يمثلها رأس الثعبان وجزء من جسمه‏,‏ أما النون فهي بقية جسم الثعبان المموج وجميع هذه الحروف
معروفة ومتداولة في اللغة الهيروغليفية‏,‏ ويحتمل أن تكون قيمة هذه العملة المتعارف عليها في هذا الزمان هي الشكل الرمزي أي أن شكل البقرة تمثل عملتها وحدات معينة مثل عدد أرجلها والذيل الذي رسم بطريقة طويلة وغير عادية مكونا مجموعة من الرقم‏5‏ وتكون هذه العملة‏5‏ وحدات نقدية أو خمسة دراهم‏.‏ ومنها ما هو يحتوي علي صورة للنبي يوسف الوزير الذي شارك في حكم مصر في هذه الأزمان‏.‏

ويناشد الدكتور سعيد ثابت هيئة الآثار المصرية ووزير الثقافة تكريس الجهود في التاريخ والآثار المصرية القديمة للاهتمام بهذا الكنز المصري وبدراسة المحتوي التاريخي لتلك القطع النقدية‏,‏ التي تحمل أسماء لملوك وآلهة مصرية‏,‏ وتواريخ مؤكدة لهؤلاء الملوك والحقب الزمنية التي عاشوا فيها وأصدروا فيها تلك العملات والتي من خلالها يمكن تصحيح كثير من الأخطاء التاريخية والتسجيلية عن التاريخ المصري القديم‏.‏
خبر هام عن اكتشاف اثار من زمن سيدنا يوسف{تم نشره في جريدة الاهرام سبتمبر2009}
كشف أثري غير مسبوق في مخازن المتحف المصري‏:
العملات النقدية‏..‏ اختراع فرعوني‏!‏
اكتشاف آلاف العملات عليها صورة واسم النبي يوسف‏!‏
المؤرخون اعتقدوا أن القطع المكتشفة
مجرد تعاويذ وتمائم وحلي للزينة‏!‏
آيات القرآن قادت فريق البحث المصري للاكتشاف المذهل.

كل شئ عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام
في اكتشاف أثري هو الأول من نوعه اكتشف عدد من الباحثين وعلماء الآثار المصريين كنزا من العملات النقدية التي تعود إلي عصور بعض الأسر الفرعونية‏,‏ وأهمية هذا الاكتشاف أنه ينفي بالدليل العلمي القاطع مزاعم بعض المؤرخين الذين ادعوا أن قدماء المصريين لم يعرفوا العملات النقدية وأنهم كانوا يتعاملون في البيع والشراء بنظام المقايضة أو مبادلة سلعة بأخري‏.‏

الطريف أن الاكتشاف توصلت إليه مجموعة بحثية خلال فحصها لآلاف القطع الأثرية الصغيرة الموجودة في مخازن المتحف المصري والتي كان الأثريون يعتقدون أنها مجرد تمائم أو تعاويذ‏,‏ فقد تبين من الفحص الدقيق أنها عملات نقدية مدون عليها تاريخ سكها وقيمتها او الحكام الفراعنة الذين صدرت في عهودهم‏,‏ وبعضها يرجع إلي الفترة التي عاش خلالها سيدنا يوسف بمصر وبعضها يحمل صورته واسمه‏!‏ وكان الاعتقاد الخاطئ آنذاك أنه كانت تتم مقايضة القمح المصري بسلع أخري‏,‏ لكن المفاجأة هي أن آيات القرآن الكريم تشير بوضوحإلي أنه في عهد يوسف كانت مصر تتعامل بالنقود‏.‏

حكاية هذا الكشف يرويها رئيس المجموعة البحثية الدكتور سعيد محمد ثابت رائد جمعية محبي الآثار والذي قال إنه في أثناء بحثه حول آثار النبي يوسف عليه السلام عثر علي تمائم كثيرة في مخازن هيئة الآثار بالمتحف المصري ودلت علي أزمان مختلفة قبل وبعد الوزير يوسف ومنها عملة تحمل صورته باعتباره وزير الملك وهو القائم وقتها علي الخزائن المصرية أو في وظيفة وزير المالية في زمننا‏,‏ فكان الشائع بين الباحثين وعلماء الآثار أنه لم يتم تداول عملات في تلك الحقبة ولم تكن فكرتها موجودة من الأساس وحتي الحقب المتأخرة من التاريخ المصري القديم‏,‏ وكان المعتقد أن المعاملات التجارية كانت تتم بطريقة المبادلة أو المقايضة‏,‏ فتكون مثلا بكمية من القمح في مقابل كمية مساوية من التمر أو الفاكهة أو غيرها‏.‏

المعلومة الأخيرة
وأضاف الباحث أن ما يؤيد هذا التوجه بالاعتماد علي المبادلة هو عدم اكتشاف عملات أثرية في مقابر المصريين القدماء أو ضمن الأثاث الجنائزي الذين يحتفظون به في المقتنيات الخاصة بمقبرة المدفون لما بعد عودة الحياة له‏.‏

وأضاف الدكتور سعيد ثابت أنه بدأ بحثه من خلال المعلومة الأخيرة التي دونها معظم علماء الآثار‏,‏ فقام بفحص الكثير من تلك الأثاثات الجنائزية لدي كثير من الفراعين وضمن مقتنياتهم الخاصة والتي تكون ذات قيمة أثرية أو عقائدية أو تفاؤلية يحب الانسان أن يحتفظ بها منها قطع نقدية من عزيز عليه أو تفاؤلا بها أو استخدمت كتميمة أو تعويذة أو ربما للزينة خاصة المصنوع منها من الذهب أو الفضة‏,‏ وبالفعل كشفت المدونات وهي بسيطة بالطبع أنها عملات مصرية قديمة لما فيها من بيانات تظهر قيمتها المادية ولاحتوائها علي صورة ملكية في الغالب‏.‏

ودعا ذلك المجموعة البحثية للعودة إلي نصوص القرآن الكريم‏,‏ لتأكيد هذا المعني بوجود آيات تنص علي وجود عملات مصرية قديمة تداولها المصري القديم وكانت تعرف بالدينار كما في الآية‏(‏ وشروه بثمن بخس دراهم معدودة وكانوا فيه من الزهدين‏)‏ وكما ورد في دعاء موسي عليه السلام‏(‏ ربنا اطمس علي أموالهم وأشدد علي قلوبهم‏),‏ وهذا ما يؤكد وجود العملة والأموال الدالة عليها في هذه العصور‏,‏ وكذلك في سورة القصص حينما قال قارون عن ماله‏حزينة‏ إنما أوتيته علي علم عندي‏)‏ إضافة إلي احتواء الآية علي كلمة خزائن مما يفيد بوجود العملات التي كانت تخزن بها‏.‏

وقال الباحث‏:‏ إن أبحاثه اعتمدت علي ما ورد في الأسرة الفرعونية الثالثة والتي ورد في بعض نصوصها ما يفيد بأن العملة المصرية القديمة في وقتها كانت تسمي الدبن وكانت قيمتها تعادل ربع جرام ذهب‏,‏ وورد اسم هذه العملة في رسالة لرجل يسمي تحوت ــ نخت وكان رسول الملك للتفتيش علي الجسور المقامة علي نهر النيل‏,‏ خاصة في أيام الفيضان وكان يرسل برسائل لابنه يطلب منه استئجار قطعة أرض ودفع إيجارها المطلوب في صورة عملات من الدبن وبعض نتاج الزراعة من المحاصيل‏,‏ كما ورد اسم هذه العملة في مدونات أخري في عصر الأسرات الثالثة والسادسة والثانية عشرة بمسمي الشاتي أو السات وهي تقابل في القيمة عملة الدبن‏,‏ كما أن هناك رسما للسوق المصرية القديمة‏,‏ يوضح طريقة البيع والتعامل التجاري من خلال التبادل أو المقايضة‏,‏ ولكن يري أحد الباعة يطلب من المشتري ثمن البضاعة بالدبن وهي العملة التي كانت متداولة في زمانه ويوضح أحدهم يمد يده ليأخذ العملة‏.‏

تمائم وتعاويذ
وكشفت بحوث المجموعة البحثية برئاسة د‏.‏ سعيد ثابت أيضا أن العملة النقدية التي ظن غالبية رجال الآثار وعلمائها أنها نوع خاص من التمائم أو التعاويذ‏,‏ وظن آخرون أنها بعض من الحلي وقطع الزينة هي في الحقيقة عملات نقدية استنادا لعدة أسباب علي رأسها شيوع انتشار هذه العملات بين قطع الآثار المختلفة‏,‏ واتخاذها للشكل الدائري أو البيضاوي وتميزها بسطحين أو وجهين أحدهما مكتوب ويصرف بسطح الكتابة‏,‏ والآخر مرسوم ويعرف بالسطح المصور‏,‏ وهو معروف عن القطع النقدية أو العملات المتداولة بيننا الآن‏,‏ كما استند الكشف الأثري إلي احتواء السطح المكتوب علي اسم مصر وتاريخ حقبة زمنية وقيمة مادية‏,‏ ويحتوي السطح المصور علي اسم وصورة أحد الملوك أو أحد الآلهة القديمة المصرية‏,‏ أو أموز خاصة بأي من هذين الرسمين‏.‏ وكذلك هناك دليل آخر يتضح في اختلاف أحجام هذه العملات والمواد المصنوعة منها والتي تشمل العاج وبعض الأحجار الخاصة الكريمة والنحاس والفضة والذهب وغيرها‏.‏

وأشار الباحث أيضا إلي أن تلك العملات خاصة المصنوعة من المعادن النفيسة أو الأحجار الكريمة مثل قطع الزينة أو حلي النساء كانت تتميز بوجود وثقوب حتي يمكن تعليقها علي الرقاب أو الصدور‏,‏ واستعمل بعضها الآخر الذي احتوي علي صور الآلهة ونصوص لبعض الأدعية والتوسلات كمقتنيات توضع داخل لفائف المومياوات أو علي موقع القلب‏,‏ في الوقت الذي تم فيه تشكيل القطع النقدية علي شكل أو هيئة حشرة الجعران‏,‏ ومما أتاح سهولة هذه الملاحظة تم الاكتشاف الأول من نوعه‏,‏ وجود نحو‏500‏ قطعة منها بالمتحف المصري أطلقوا عليها تمائم وتعاويذ تم وضعها في المخزن في أدراج مغلقة وغير آمنة‏.‏

وتعرف الباحث علي أزمنة كثير من هذه العملات النقدية‏,‏ خاصة تلك التي تحمل رموزا خاصة بزمن نبي الله يوسف عليه السلام‏,‏ ومنها قطعة نقدية وحيدة تحمل مدونات كتابية وصورة رمزية لبقرة ترمز إلي منام الملك الذي حلم بسبع بقرات سمان وسبع عجاف‏.‏ وسبع سنبلات خضر وأخري يابسات‏,‏ وكشف عن أن المدونات الكتابية في تلك الفترة المبكرة تميزت بالبساطة‏,‏ وذلك لأن التدوين كان في بداياته‏,‏ مما جعل هناك صعوبة في ترجمة المدون علي تلك العملات‏,‏ ولكن مجموعة البحث توصلت إلي تلك الترجمة بمقارنتها بالنصوص الهيروغليفية الحديثة والمعروفة والأكثر قدما منها‏,‏ فقد تم التدوين باستعمال مجموعة رمزية للملك‏,‏ وهي عبارة عن الكأس الملكية المعروفة بالسقاية أو الصواع الذي كان يرمز دوما للملك‏.‏

رأس توت
وأن أكثر الأدلة علي صحة هذا الرمز وما يعنيه هو تمثال رأس توت عنخ آمون الذي صور فوق السقاية الملكية والموجودة حاليا بالمتحف المصري‏,‏ إضافة إلي أنه يرمز إلي مصر بقطريها الشمالي والجنوبي علي هيئة رمزين علي جانبي السقاية بأعلي قاعدة تلك العملة النقدية‏,‏ ويحتوي كل رمز منهما علي دائرة تمثل القطر أو مجموعة المدن المكونة لكل قطر‏,‏ ورسم تكميلي لتأكيد وحدة تلك المدن داخل هذا القطر‏,‏ وداخل مصر بصفة عامة‏,‏ ثم يأتي بعد ذلك مدون اسم يوسف عليه السلام علي تلك العملة بمسماه الأصلي‏(‏ يوسف‏)‏ ومسماه المصري الذي منحه له ملك مصر عند توليه أمر الخزانة المصرية وهو‏حزينة‏ سابا ــ سبني‏)‏ واستعملت الحروف الهيروغليفية المشبكة أو المتصلة عند تدوين هذين الاسمين‏,‏ فيقرأ الجزء الأول من كلمة يوسف علي اليسار‏,‏ حيث يري حرف الياء والسين مشبكين من أعلي إلي أسفل‏,‏ وحرف الفاء الذي يرمز له بالثعبان علي الجهة اليمني‏,‏ ويقرأ في الوقت نفسه‏(‏ سفيني أو سبني‏)‏ من أسفل لأعلي ومن اليسار أيضا‏,‏ حيث السين والياء أو الألف ثم الغاء والنون علي اليمين‏,‏ والفاء يمثلها رأس الثعبان وجزء من جسمه‏,‏ أما النون فهي بقية جسم الثعبان المموج وجميع هذه الحروف
معروفة ومتداولة في اللغة الهيروغليفية‏,‏ ويحتمل أن تكون قيمة هذه العملة المتعارف عليها في هذا الزمان هي الشكل الرمزي أي أن شكل البقرة تمثل عملتها وحدات معينة مثل عدد أرجلها والذيل الذي رسم بطريقة طويلة وغير عادية مكونا مجموعة من الرقم‏5‏ وتكون هذه العملة‏5‏ وحدات نقدية أو خمسة دراهم‏.‏ ومنها ما هو يحتوي علي صورة للنبي يوسف الوزير الذي شارك في حكم مصر في هذه الأزمان‏.‏

ويناشد الدكتور سعيد ثابت هيئة الآثار المصرية ووزير الثقافة تكريس الجهود في التاريخ والآثار المصرية القديمة للاهتمام بهذا الكنز المصري وبدراسة المحتوي التاريخي لتلك القطع النقدية‏,‏ التي تحمل أسماء لملوك وآلهة مصرية‏,‏ وتواريخ مؤكدة لهؤلاء الملوك والحقب الزمنية التي عاشوا فيها وأصدروا فيها تلك العملات والتي من خلالها يمكن تصحيح كثير من الأخطاء التاريخية والتسجيلية عن التاريخ المصري القديم‏.‏
 
 البئر الذي القي فيه سيدنا يوسف:
كل شئ عن قصة سيدنا يوسف عليه السلام

و بذلك ينتهي الموضوع...
ارجو ان يحصل علي بعض من اعجابكم...