بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله, إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
في البداية عايزين نعرف ليه بندرس العقيدة ؟
من أهم العلوم اللي لازم كل مسلم ومسلمة يكونوا عارفينها علم العقيدة أو التوحيد
فالتوحيد هو نجاتك فى الدنيا و الآخرة
وبسلامة معتقدك هتلاقي نفسك تُدفعي إلى العبادات دفع, وهتلاقي نفسك تشعري بانشراح صدر, وبكده تكوني حققتي التوحيد الصافي. وعلشان كده هتلاقي في كل مكان عناية بعلم التوحيد, لنصل معاً بإذن الله تعالى إلى أن ننقي توحيدنا وننقي اعتقادنا حتى يكون خالصاً من أي شوائب تحبط أعمالنا.
فلو نظرنا إلى بعثة الأنبياء..فإن أول ما يدعو إليه كل رسول هو عبادة الله عز وجل وحده
قال الله تعالى في شأن نوح عليه السلام: ((لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ)) الأعراف 59. كذلك كانت دعوة هود, ودعوة صالح, ودعوة شعيب...
وقال الله عز وجل في شأن التوحيد: ((وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ)) النحل 36.
فالتوحيد هو أول ما كلفنا الله عز وجل به فى دين الإسلام, وهو آخر حاجة هنخرج بيها من الدنيا
وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه هذا المنهج، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمن وقال: " إنك تقدم على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله عز وجل". وفي رواية للبخاري: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله).
فلو عرفتي تخرجي من الدنيا بالتوحيد فلك الجنة بإذن الله تعالى
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة"
وإذا غادرت هذا العالم توفقى بإذن الله تعالى للإجابة على أسئلة القبر
في القبر مش هتتسألي عن اسمك أو شهادتك أو أهلك و نسبك لالا
تسألى فقط فى عقيدتك
من ربك؟ من نبيك؟ ما دينك؟
===========================
ومحدش هيقدر يجاوب على هذه الأسئلة إلا من عاش على التوحيد الخالص في الدنيا
بعض الناس شايفين أن أمر سؤال القبر ده هين وبسيط
بتقول: لو أن حد سألني الآن من ربك سأقول الله ، من نبيك سأقول محمد وما دينك سأقول الإسلام
لكن الحكاية مش بسيطة كده ، أبدا
لا يوفق لها إلا من عاش على التوحيد
من قضى عمره يبحث من هو ربه وما أسماؤه وما صفاته, ويبحث في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم
ويبحث فى الدين ما أركانه ومراتبه وكيف يحقق الإسلام والإيمان.
فالله عز وجل جعل الجزاء من جنس العمل
إن اعتنيتي بدينك توفقي للإجابة على هذه الأسئلة
طبعا ده بخلاف من يعيش حياته كلها لا يدري ما الذي أتي به إلى هذه الدنيا, ولا يعرف ما أمره الله به, فهذا لا يوفق يقيناً للإجابة على هذه الأسئلة
وإعتنائك بدينك هو علامة على حبك لله عز وجل
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله: " من أحب الله أحب دينه ومن لا فلا".
و ما هى ثمرة التوحيد؟
لماذا أتعب بنفسى فى جهاد النفس وتمحيص قلبى والتنقية من شوائب الشرك
ولا تعجبى لما نقول هتجاهدي نفسك للتوحيد
ففي أمور كثيرة هي شركيات نقع فيها ونحن لا ندري أننا نقع في الشرك
فالثمرات التى ستجنيها من دراستك للعقيدة هى:
1- الجنة من أنك ستختمين كلامك بإذن الله بلا إله الا الله.
2- لك الأمن يوم الفزع الأكبر قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82))) الأنعام.
أنتي الوحيدة تخرجي من قبرك يوم القيامة والملائكة تطمئنك, وربك راضٍ عنكِ
و ليست هذة المنزلة إلا لأنك حققت التوحيد, فالتوحيد يحتاج منك أن تعيشي عمرك كله تناضلي من أجله, وتسألي نفسك هل هناك شوائب في معتقدي أم لا؟
حتى تلقي الله تعالى على المعتقد السليم
قال تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ )) النساء 48.
هذه بشرى عظيمة لمن حقق التوحيد, فكلنا أصحاب ذنوب ومعاصي, ولا يوجد بشر ليس بخطاء
وعد من الله لمن توحيده سليم ومعتقده صافي بمغفرة الذنوب
ففساد المعتقد لا يُقبل, ولكن أمة مذنبة عاصية مع توحيد سليم نرجو من الله عز وجل أن تكون ممن يدخلون في مشيئة الله عز وجل لهم بالمغفرة المذكورة فى الآية.
ولهذا العلماء عندما ينبهوننا لخطورة علم التوحيد يقولون:
لو أنك أخطأتي في أي باب آخر من أبواب الدين, فليست مشكلة كبيرة كما في باب المعتقد.
فمثلاً إن اختلفنا في مسألة من مسائل الفقه وأنا لم أفهم الدليل يقولون عنه ( أخطأ)
ولكن إن وقعتي في مسألة من مسائل العقيدة يقولون (ضل في المعتقد)
وهذا ما حدث فى عهد النبي صلى الله عليه وسلم لما أتى له رجل فقال: "ما شاء الله وشئت, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أجعلتني لله ندا ؟ قل: ما شاء الله وحده"
و فى رواية قال" بل قل ما شاء الله ثم شئت "
فهل هناك فرق بين (و) و (ثم)؟ نعم
فحرف فى العقيدة يوقع فى الضلال والشرك
فى البداية لما كنا ندرس التوحيد لم يكون الأمر في أعيننا بأهميته, ولما درسنا صفات الله عز وجل علمنا أننا لو تكلمنا في الصفات وحركنا أيدينا وقعنا في التمثيل لصفات الله عز وجل.
فبدأ نستشعر أهمية علم العقيدة, وأنه يجب أن نستشعر بقلبنا وعقلنا في آن واحد.
علم المعتقد هو نجاتك فى الدنيا والآخرة
فكم من الوقت أهملنا في دراسة هذا المعتقد !!!!
لذلك وجب علينا تجديد النوايا ونستعين بالله عز وجل لدراسة هذا العلم.
والتلفظ بالنية بدعة ولكن أذكركن ببعض النوايا من باب تجديد النوايا فقط
ففي أثر عن الإمام أحمد بن حنبل أنه قال:
النية الصالحة لطالب العلم أن ينوي أن يرفع الجهل عن نفسه وعن الآخرين
فقد قال الله تعالى: (( وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ)) القصص 77.
فغالبا ما كان مقصد كل الدعاة هذه الآية, فكل الدعاة لم يخرجوا إلا بها.
كم أحسن الله عز وجل إلينا بأن علمنا ديننا؟ كم أحسن الله عز وجل إلينا بأن صحح لنا معتقدنا, وكم كنا في ضلال وجهل؟
إن شاء الله ننوي بعد رفع الجهل عن أنفسنا أن نحسن كما أحسن الله إلينا ونرفع الجهل عن غيرنا من عباد الله عز وجل.
و من النوايا الحسنة أيضا : تحقيق منزلة الخشية, قال تعالى: (( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)) فاطر 28.
قال علماء اللغة عن إنما أنها تفيد الحصر, أى لا تتحقق الخشية إلا بتحقق شرطها وهو العلم.
من النوايا كذلك: الارتفاع فى درجات الجنة
قال تعالى: ((يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)) المجادلة.