أولاً: الولادة الطبيعية
في حالة الولادة الطبيعية يتجهز الجسم لدفع الجنين من الرحم إلى خارجه
عن طريق مجرى الولادة (المهبل)،
حيث تفرز هرمونات خاصة لانقباض الرحم
وهرمونات لفتح عنق الرحم لتسهيل مرور المولود الجديد.
وتكون الرضاعة الطبيعية هي أسهل بعد الولادة الطبيعية
وتكون فرصة حياة الأطفال المولودين طبيعياً
هي أعلى مما هي عليه لدى الذين تختار أمهاتهم الولادة القيصرية
ثانياً:الولادة القيصرية
وهي تتم بجراحة البطن والرحم للوصول إلى الجنين وسحبه
لذلك يلزم عناية بالجرح حتى يلتئم
وتكون الرضاعة الطبيعية أصعب بعد الولادة القيصرية
وتكون فرصة حياة الأطفال المولودين قيصريآً هي أقل
مما هي عليه لدى الذين تختار أمهاتهم الولادة الطبيعية
التأثيرات الجانبية التي قد تحدث للولادة القيصرية فهي:
1_إحتمالية فقدان للدم.
2_إحتمالية التسبب في تكون جلطات الساق.
3_إحتمال تعريض الأم للتجرثم.
4_قد يصحب العملية الجراحية القيصرية إصابة أعضاء حيوية أخرى
مثل الجهاز الهضمي أو البولي لأن الرحم يقع بينهما.
الولادة القيصرية : متى تفرض نفسها؟
يتبادر لأذهان الكثيرات من النساء الحوامل
أن العملية القيصرية أكثر سهولة من الولادة الطبيعية
إذ أن العملية القيصرية توفر عليهن بذل الجهد
وبالتالي التخلص سريعا من القلق و متاعب وآلام الولادة.
ومع تزايد نسبة إجراء العمليات القيصرية على نحو غير معتاد,
كان لابد من التساؤل عن أسباب اللجوء إليها
ما الفرق بين الولادة الطبيعية والعملية القيصرية؟؟
وأيهما أفضل لصحتي الأم والجنين؟؟
عن هذه التساؤلات أجابنا الدكتور حيدر محمد التميمي
الاختصاصي في التوليد وأمراض النساء وجراحتها
فكان الآتي:
- أيهما أفضل الولادة الطبيعية أم العملية القيصرية سواء بالنسبة للأم أو الجنين؟
إن المبدأ الذي يجب أن نعيه وننطلق على أساسه
أن الولادة عن الطريق المهبلي هي الطبيعية
وأن الولادة عن طريق العملية القيصرية
هي العمل الجراحي الذي نلجأ إليه عند تعذر الولادة المهبلية الطبيعية
لسبب ما يتعلق بالأم أو الجنين أو كليهما..
- ما أسباب تزايد اللجوء إلى الجراحة القيصرية؟
لقد ارتفعت نسبة إجراء العملية القيصرية
خلال العقود الثلاثة الأخيرة بشكل ملموس حتى بلغت 25% في بعض المشافي
وتزيد هذه النسبة عن ذلك في الكثير من المشافي
ومن الأسباب نذكر ما يلي:
زيادة نسبة الحوامل المسنات،
انتشار أجهزة مراقبة الجنين الإلكترونية وكشف مظاهر تألمه في مراحله المبكرة،
التوجه نحو توليد المجيء المقعدي عن طريق الجراحة القيصرية،
الحد من تطبيق ملقط الجنين المتوسط،
تكرار الجراحة القيصرية الأولى يعقبها جراحات قيصرية أخرى،
المحيط العام لجو الحامل خلال مخاضها
مثل ضغط الأهل وتلهفهم وتخوفهم وقلقهم
كلها عوامل تؤدي مجتمعة إلى استغلال البعض لهذه المشاعر
بهدف توجيه إنهاء الحمل بالطريق الجراحي.
إن الغاية من كلتي الولادتين الطبيعية والقيصرية
هي إنهاء الحمل بسلامة كل من الأم والجنين..
وهنا ننوه بما أسهمت به انتشار القيصرية
في خفض نسبة الوفيات ما حول الولادية بدرجة ملموسة..
- وأي الولادتين أفضل لصحة الجنين؟
إن العملية القيصرية هي إجراء جراحي حديث العهد
ونتائجه ليست أفضل للجنين من الولادة الطبيعية قطعا
بدليل أن جميع العباقرة والعلماء في الأزمنة التي سبقت ظهور القيصرية
قد تمت ولادتهم بشكل طبيعي..
ولقد ظهرت في التسعينات من هذا القرن مدرسة ترى أن مولود القيصرية
لا يتعرض لنقص الأكسجين
الذي قد يتعرض له مولود الولادة الطبيعية خلال اجتيازه للممر التناسلي
وبرأيي أن هذا ينسجم في حال الولادات العسرة
أما في الحالات الطبيعية
فإن عسرة التنفس تكون أكثر مصادفة بعد القيصرية منه بعد الولادة الطبيعية
إذ يفرغ الجنين السائل السلوي من الطرق التنفسية
خلال اجتيازه الممر التناسلي
ولذلك ليس على الأم أن تخاف أبدا من الولادة الطبيعية بل العكس تماماً..
- وأيهما أسهل للطبيب اجراء القيصرية أم الولادة الطبيعية؟
بكل وضوح أجيب بأن الطبيب الخبير في الجراحة النسائية
يجري القيصرية للمرأة الحامل خلال مدة تتراوح بين
25-35 دقيقة وذلك في حال جرت الأمور دون أي اختلاطات صحية منها
تكون خارجة عن يد الطبيب أما في حال الولادة الطبيعية
فلا يمكن التنبؤ بموعدها ومدتها
فضلا عن أنها قد تكون مرهقة ومجهدة وموترة للطبيب
ما تتطلب منه وقتا أطول بكثير
وبالمقابل قد تكون الولادة الطبيعية سهلة وسريعة
تبعا من امرأة لاخرى ومن حمل لآخر عند الحامل نفسها..
-وأيهما أسهل للمرأة الحامل؟
يفترض أن لا نبحث عن الأسهل بالنسبة للمرأة الحامل
وإنما نبحث عن الأصح والشيء الطبيعي قدر الامكان ..
صحيح أن الحامل أثناء العمل الجراحي وتحت التخدير العام
لا تشعر بالألم
إلا أن معاناتها بعد إنهاء العملية القيصرية
قد تفوق آلام الولادة الطبيعية بكثير
ثم أن الولادة الطبيعية لا تترافق دوما بآلام شديدة عند المرأة الحامل
وهذا يعود إلى عتبة الألم لديها
وذلك يختلف من حامل لأخرى ولدى نفس المرأة من حمل لآخر.
- متى ينبغي اللجوء إلى القيصرية؟
تستطب القيصرية في الحالات التي يخشى فيها الولادة المهبلية بسلام
والتي يؤدي فيها تأخر الولادة إلى خطر جسيم
سواء على الأم أو الجنين أو كليهما ..
وتشمل هذه الاستطبابات ما يلي:
ضيق الحوض وعدم التناسب الحوضي الجنيني،
المجيئات المعيبة، المشيمة المنزاحة وانفكاك المشيمة الباكر،
تألم الجنين وانسدال السرير، عدم تقدم المخاض،
السكري عند آلام تنافر العامل ريزوس وانحلال دم الجنين،
ارتفاع التوتر الحملي في حال استدعت الحالة انهاء الحمل بسرعة،
الخروس المسنة، الحمل المديد،
تأخر نمو الجنين داخل الرحم، تكرر موت الأجنة في نهاية الحمل،
عطالة الرحم وعدم استجابتها للتحريض، الحمل العزيز..
وأخيرا إجراء قيصرية سابقة، فأغلب العمليات القيصرية تجري بسبب قيصرية سابقة..
- ما هي اختلاطات القيصرية على صحتي الأم والجنين؟
إن اختلاطات القيصرية عديدة وخطرة
وبخاصة إذا أجريت بأيد غير خبيرة وتتضمن الآتي :
الوفيات الوالدية العائدة للتخدير أو الخمج أو الحوادث الخثرية،
النزف، الخمج، اندحاق البطن والعنق الجراحي،
انسداد الأمعاء، تمزق الرحم أثر الحمل التالي،
رضوض الطرق البولية، موت الجنين (لا قدر الله)،
رضوض وجروح الجنين،
عسر التنفس وهي أكثر مشاهدة بعد القيصرية منه بعد الولادة الطبيعية)
- وماذا عن الاختلاطات الصحية للولادة الطبيعية؟
إنها أقل نسبيا وقد تشمل تمزقات القناة التناسلية
وتشمل كذلك بشكل أقل نزوف الخلاص وفي حالات نادرة
وانحباس المشيمة وانقلاب الرحم والأورام الدموية في العجان
ولقد دلت الدراسات أن تمزق الرحم واندحاق ندبة القيصرية
لا يتجاوزان 0.5% بعد الولادة المهبلية
ما يدل على أن الولادة المهبلية (الطبيعية) بعد قيصرية سابقة
هي أسلم من إعادة القيصرية في الحالات المنتقاة
مع الأخذ بعين الاعتبار الاستطباب الذي أجريت بسببه القيصرية الأولى..
- في سياق هذا الموضوع ماذا تنصح المرأة الحامل؟
لا مبرر لخوف المرأة الحامل من الولادة الطبيعية
وأؤكد على أن ألم الولادة الطبيعية سهل
وتستطيع المرأة تحمله فالولادة الطبيعية هي الطريق الطبيعية لإنهاء الحمل
وكما أؤكد إننا نلجأ للقيصرية في حال تعذر الولادة الطبيعية..
إلى هنا ينتهي الحوار مع الدكتور المختص
ونأتي لبقية الموضوع
العجيب أنه خلال بحثي وجدت نوع ثالث من الولادة
وهي الولادة المائية
الولادة المائية من الطرق التي تلجأ إليها العديد من النساء في كافة أنحاء العالم،
وهي لا تسبب غرق المولود أو أي تعقيدات تنفسية.
فالجنين يسبح في الماء الدافئ
خلال شهور الحمل التسعة من حياته دون أن يتعرض للغرق،
وعند إتباع طريقة الولادة تحت الماء
يتم سحب الطفل إلى السطح فوراً بعد الولادة.
وذلك بمجرد ارتفاع ضغط قناة الولادة عنه،
فيواجه الطفل ضغط الماء وهو الأمر الذي يمنع عنه الإصابة باللهث،
فالولادة تحت الماء تمنع عن الطفل الهواء الجاف
وتغيير درجة الحرارة المفاجئ.
وبالنسبة لفوائد الولادة المائية على الأم،
فالحركة لديها تكون أسهل عندما تضع المولود في الماء
ولا داعي للقلق إذا استغرقت الولادة وقتاً طويلاً
لأنه يتم نقل الأم إلى السرير للوضع مع اقتراب لحظة الولادة.
وبالرغم من أن طريقة الولادة في الماء تمر بمرحلة الفحص والأبحاث
إلا أنها تتميز بفوائد عظيمة
تتجلى في انخفاض استعمال كمية التخدير
بالنسبة للسيدات اللواتي غمرن في الماء أثناء المرحلة الأولى للوضع
مقارنة بالنساء اللواتي كن على السرير طوال الوقت.
ولكن يجب الانتباه من أن الولادة المائية قد لا تناسب جميع النساء
وبشكل خاص السيدات اللواتي يملكن تاريخ طبي من تعقيدات الولادة
أو بسبب تعقيدات الوضع،
لهذا لابد من الاستفسار من الطبيب عن هذه الطريقة ومدى فعاليتها.
تم بحمد الله
بهذا نكون قد تعرفنا على الفروق بين الولادة الطبيعية والقيصرية
بالإضافة إلى أحدث نوع للولادة وهو الولادة المائية.